للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

- وأن هذا الشعور قد " ولد " شعورا بالاستعلاء والفوقية الغربية على بقية أمم الأرض، بما فيها المسلمون، وأن هذا الشعور بالفوقية قد انطلق من الكنيسة الغربية باحتقار كل ما هو غير بابوي النحلة والهوى، وقد تسرب هذا الشعور " رويدا بتأثير وعاظ الكنائس والقسس والرهبان، فخلق فيهم حالة نفسية استعلائية، صبغت العقلية الغربية والفكر الغربي في القرون الوسطى " (١) وقد صدق المستشرقون هذه النظرة " ولم يكلفوا أنفسهم تبديلها مع عيشهم الطويل بين المسلمين أو من زياراتهم المتكررة واطلاعهم على القرآن الكريم والحديث الشريف " (٢) . فاستمر شعورهم العميق بتفوق ما لديهم، إن حقا وإن باطلا، في الوقت الذي رأوا فيه بطلان ما لدى غيرهم لعدم اتفاقه مع ما لديهم من دين وثقافة وفكر.

- أن طلائع المستشرقين من النصارى كانوا ذوي مناصب دينية، وأنهم قد انطلقوا من الكنائس والأديرة، ويعود هذا إلى النصف الثاني من القرن


(١) قاسم السامرائي: الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية - الرياض: دار الرفاعي، ١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م - ص ٥٠.
(٢) قاسم السامرائي: الاستشراق بين الموضوعية والافتعالية - المرجع السابق - ص ٥١.

<<  <   >  >>