المقدمة عندما شرعت في قراءة كتاب " المستشرقون الناطقون باللغة الإنجليزية دراسة نقدية " لعبد اللطيف الطيباوي، وجدت الكاتب قد ركز على " الخلفية الدينية " لكثير من المستشرقين البريطانيين الذين ناقشهم في مقالته التي ترجمت إلى اللغة العربية ونشرت أكثر من مرة.
وكنت قد بدأت البحث عن الصلة بين الاستشراق والتنصير في مقالة نشرت في إحدى الدوريات العلمية، وضمنتها كتاب الاستشراق في الأدبيات العربية، ففتح لي بحث الطيباوي التوسع في هذا المجال ومحاولة التعرف على المستشرقين المنصرين، أو الذين خدموا التنصير بوجه من الوجوه.
ويظهر التردد الواضح في إيجاد الصلة، لا سيما إذا كان يراد التعميم في هذه الصلة أو الرابطة والعلاقة، أو تأكيد ذلك التوجه الذي يرفض الاستشراق جملة وتفصيلا، ويسعى في سبيل تأييد هذا الرفض إلى إيجاد المسوغات التي قد تتسم بالتعسف أحيانا لإظهار مقاصد الاستشراق بالمظهر الذي يريد الوصول إلى التشكيك في الاستشراق تعميما.
وهذا ليس دفاعا عن الاسشراق، ولا يسعى هذا البحث إلى ذلك، فللمستشرقون من دافع عنهم، ومن لا يزال يدافع عنهم من بينهم ومن المتأثرين بهم، وبما قدموه للثقافة العربية من جهد. وإنما القصد من هذه المقدمة محاولة النظر إلى ظاهرة الاستشراق بارتباطاتها المتعددة نظرة