في أن أتباع زيد كلهم معتزلة. وقد خرج زيد على هشام بن عبد الملك أيام خلافته، وبويع له بالخلافة، فقتل، وصلب بكناسة الكوفة عام ١٢١ هـ. وكان ابنه يحيى إمامًا بعده أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك. وذهب إلى خراسان، فبعث إليه أميرها نصر بن سيار، سلم بن أحوز، فقتله عام ١٢٥ هـ، ثم انحرفت الزيدية بعد عن القول بصحة إمامة المفضول، وطعنوا في الصحابة، كالإمامية.
ومما أجمعت عليه الزيدية: تخليد من ارتكب كبيرة من المؤمنين في النار، وتصويب علي، وتخطئة مخالفه، وتصويبه في التحكيم، وإنما أخطأ الحكمان، ويرون السيف والخروج على أئمة الجور، وإنه لا يصلى خلف فاسق.
وقد افترقت الزيدية ثلاث فرق: جارودية، وسليمانية، وبترية.
الجارودية: هم أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر العبدي، مات عام ١٥٠ هـ. وقد سماه أبو جعفر الباقر سر حزب (الشيطان) . ومن مقالته: إن النبي، صلى الله عليه وسلم، نص على إمامة عليّ بالوصف دون الاسم، وإن الصحابة كفروا بتركهم بيعة علي، وبذلك خالف إمامه زيد بن علي. ومن أصحاب أبي الجارود