توحيد الإلهية وأما توحيد الإِلهية: فهو إفراد الله بالعبادة: قولا، وقصدا، وفعلًا، فلا يُنذر إلا له، ولا تُقرب القرابين إلا إليه، ولا يُدعى في السَراء والضراء إلا إياه، ولا يُستغاث إلا به، ولا يُتوكل إلا عليه، إلى غير ذلك من أنواع العبادة.
وهذا النوع هو الذي بعثت به الرسل، وأنزلت به الكتب، وبدأ به كل رسول دعوته، ووقعت فيه الخصومة بينه وبين أمته.
وهو الذي من أجله شرع الجهاد، وقامت الحرب على ساقها بين الموحّدين والمشركين.
والطريق الفطري لِإثبات توحيد الإلهية الاستدلال عليه بتوحيد الربوبية. فإن قلب الإِنسان يتعلَق أولا بمصدر خلقه، ومنشأ نفعه وضرّه، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الوسائل التي تقربه إليه، وترضيه عنه، وتوثق الصلات بينه وبينه، فتوحيد الربوبية باب لتوحيد الإلهية.
من أجل ذلك احتجّ الله على المشركين، وقرّرهم وأرشد رسوله إلى هذه الطريقة، وأمره أن يدعو بها قومه، قال- تعالى-: