وأضعفهم شوكة، مع غنى عدوهم، وكثرة عَدَدهم، وعُددهم، وقوة سلطانهم، إلى غير ذلك ممَا يدل على صدق الدّاعي في دعوته، وكمال يقينه بها.
ومنها: ما يرجع إلى سلامة الشريعة التي يدعون إليها، وحكمتهم في حمل الناس عليها، وقوة حجاجهم في الدفاع عنها، وما شوهد من آثارها في صلاح من اهتدى بها من الأمم في الدولة، والسياسة، والاجتماع، والاقتصاد، والحرب، والسلم، وغير ذلك من أحوال الشعوب، حتى إذا حرّفوها عن مواضعها، فأولوها على غير وجهها، أو أعرضوا عنها، وتركوا العمل بها دالت دولتهم، وساءت حالتهم، فإن العاقبة للمتقين، والخيبة والخزي على المفسدين.
ومنها ما يرجع إلى آيات حسية أكرم بها رسله، ومن آمن بهم من: تفريج كربة، وإزالة شدّة، أو خوارق عادات طلبتها الأمة بغيًا وعنادًا، فأجيبت إليها دفعًا للحرج عن الرسل، وزيادة في التثبيت لهم، والإِعذار إلى من كفر بهم.
ومنها: ما يرجع إلى تعليم الصناعات، وتيسير طرقها: كإسالة عين القطر، وإلانة الحديد لداود، عليه السلام، على خلاف سنة الكون، ليكون ذلك آية له وكرامة، وليكون سعة