للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الشيطان في وسوسته، واتباعه فيما يسوله، ويزينه له من الشرك بالله، وسائر المنكرات، فإن طاعته له، وإسلام قياده إليه عبادة له من دون الله، ونبه أباه إلى عصيان الشيطان لربه، وتمرده عليه، وإذنْ فليس على هدى في وسوسته، ولا يزين للناس إلا ما هو شر وضلال.

قال- تعالى- في وصف دعوة خليله: {يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ} [مريم: ٤٤] فعلى الداعية إلى الحق أن يكشف الغطاء عن معنى العبادة، ويزيدها إيضاحًا حماية لعقيدة التوحيد، وبيانًا لأصولها، ويستعمل أسلوب التنفير من عبادة غير الله اقتداء بخليل الرحمن، عليه الصلاة والسلام.

أنذر إبراهيم أباه إنذار المتلطف معه، المشفق عليه، بأنه يخشى عليه مغبة شركه، وعاقبة عبادته للشيطان، وطاعته له، فيعذبه الله على ذلك، ولا يجد ممن تولاهم بالعبادة من يدفع عنه بأس الله وعذابه.

قال- تعالى- في وصف إبراهيم في دعوته: {يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} [مريم: ٤٥]

فعلى الداعية أن يستعمل أسلوب الإنذار، والتخويف من

<<  <   >  >>