للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جمعة صلاها في الإسلام وكانت هناك في بني سالم بن عوف فإنه صلى الله عليه وسلم خطب خطبة قصيرة جامعة مباركة، قال فيها بعد أن حمد الله وأثنى عليه بما هو أهله.

«أما بعد: أيها الناس، فقدموا لأنفسكم تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ثم ليقولن له ربه وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه: ألم يأتك رسولي فبلغك، وآتيتك مالا وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك، فلينظرن يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم، فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل، ومن لم يجد فبكلمة طيبة فإن بها تجزى الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته» (١) .

قارن بين هذا المضمون وهذا الإيجاز وبين خطب خطباء هذا العصر من وجهين على الأقل تجد:

أولا: أن خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تملأ القلوب بالإيمان وتذكر الناس بلقاء الله قال ابن القيم رحمه الله:


(١) أنظر ابن القيم زاد المعاد، ط مؤسسة الرسالة ج١ ص ٣٧٣، ٣٧٤، الحديث أخرج البخاري نحوه في كتاب المناقب باب علامة النبوة في الإسلام رقم الحديث (٣٥٩٥) .
وانظر المقريزي إمتاع الأسماع. . . مطابع قطر الوطنية ص٤٦ ج١.

<<  <   >  >>