للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ناعوس (١) . البحر، قال: فقال: هات يدك أبايعك على الإسلام، قال: فبايعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وعلى قومك "، قال: وعلى قومي» (٢) .

ولما كانت النفوس غالبًا لا تقبل الحق إلا بما تستعين به من حظوظها التي هي محتاجة إليها (٣) كان صلى الله عليه وسلم يعرض دعوته بالترغيب تارة، وبالترهيب أخرى، وذلك لما فيهما من صلاح للقلوب فترغب فيما ينفعها، وترهب مما يضرها (٤) قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ - وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأنعام: ٤٨ - ٤٩] (٥) فالترغيب والترهيب من مهام الرسل وأساليبهم في الدعوة قال تعالى واصفا نبيه صلى الله عليه وسلم: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا - وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: ٤٥ - ٤٦] (٦) . يقول الفخر الرازي: " فيه ترتيب حسن، وذلك من حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل شاهدًا بقول لا إله إلا الله، ويرغب في ذلك بالبشارة، فإن لم يكف ذلك يرهب بالإنذار " (٧) .

فالترغيب يكون بالبشارة بالخير، وتيسير طرقه، والإعانة عليه، والترغيب


(١) وفي سائر الروايات " قاموس البحر " وهو وسطه ولجته، ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر ٥ / ٨١.
(٢) مسلم، صحيح مسلم، كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، (ك ٧ ح ٨٦٨) ٢ / ٥٩٣.
(٣) انظر: ابن تيمية، مجموع الفتاوى ٢٨ / ٣٦٦.
(٤) انظر: ابن تيمية (المرجع السابق) ، ١٠ / ٩٥.
(٥) سورة الأنعام، الآيتان: ٤٨، ٤٩.
(٦) سورة الأحزاب، الآيتان: ٤٥، ٤٦.
(٧) الفخر الرازي، التفسير الكبير ٢٥ / ٢١٦، ٢١٧.

<<  <   >  >>