للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حربيين (١) فأمرهم بالجلاء فتحول بعضهم إلى الشام، وتحوّل أشرافهم إلى خيبر.

وبدءوا من خيبر يكيدون لرسول الله صلى الله عليه وسلم فمنها انطلق وفدهم الذين حزبوا الأحزاب وقادوهم إلى المدينة (٢) .

ثم لما هزمهم الله في الأحزاب، بدءوا يُبيّتون النوايا للقيام بهجوم واسع النطاق على المدينة مستعينين بإخوانهم من يهود تيماء وفدك ووادي القرى (٣) ومستعينين بحلفائهم غطفان على أن يعطوهم نصف ثمار خيبر إن غلبوا المسلمين.

فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إزاء هذا الخطر الكامن، وبعد أن أمن جانب قريش بمصالحتهم في الحديبية إلا أن سار إلى هؤلاء لتأديبهم، يدل على ذلك ما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى خيبر ليلا، وكان إذا أتى قومًا بليل لم يقربهم حتى يصبح، فلما أصبح خرجت اليهود بمساحيهم ومكاتلهم، فلما رأوه قالوا: محمد والله محمد والخميس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين» (٤) فقاتلهم صلى الله عليه وسلم وسبى نساءهم وأخذ أموالهم وقوَّض سلطانهم في شبه الجزيرة، فلم يعد لهم شأن يذكر بل أذعنوا لسلطان الإسلام وسطوته، وأمن صلى الله عليه وسلم


(١) انظر: النووي، شرح صحيح مسلم ١٢ / ٩٠، ٩١.
(٢) انظر: صالح الشامي، من معين السيرة ص٣٤٥، وانظر: أبو شهبة، السيرة النبوية ٢ / ٤١٤.
(٣) انظر: الشامي، المرجع السابق ص٣٤٥.
(٤) البخاري، صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة خيبر (ك ٦٧ ح ٣٩٦١) ٤ / ١٥٣٨.

<<  <   >  >>