بمظاهر مزرية، وهي وإن لم تكن خطيئة لكن مكانتهم في المجتمع وكونهم خطباء تفرض عليهم حسن المظهر والمخبر، كيف لا وهم الذين يعلمون الناس الخير، ويرشدونهم إِلى التمسك بالفضيلة، ويحذرونهم من الوقوع في الرذيلة، والله عزَّ وجلَّ قد أنعم عليهم بهذه النعمة العظيمة وهي إِمامة الناس، وجمعهم لهم في كل يوم جمعة ليستمعوا إِليهم ويشنّفوا آذانهم بما يقولونه من خطب.
وقد شرع الإِسلام لكل مسلم سواء كان خطيب جمعة أو غير ذلك أن يغتسل يوم الجمعة وأن يتطيب، والخطيب أولى الناس بذلك لأنه قدوة لهم في تتبع الأحكام الشرعية والعمل بها، والله تعالى يقول:{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}[الأعراف: ٣١] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما على أَحدكم إِن وجدتم أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته»(١) ولذا
(١) أخرجه أبو داود في سننه كتاب الصلاة، باب اللبس للجمعة برقم ١٠٧٩ وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم ٩٥٤.