وقلة زاده العلمي، بل هي إِشارة إلى مدى اهتمامه بموضوع خطبته وبالذين يؤمُّون مسجده ويستمعون إِليه وينتظرون منه الفائدة. إِذ لو أنه ارتجل خطبته ولم يعدّ أفكارها ومعانيها لجاءت عاجزة عن معالجة الموضوع الذي يتناوله بصورة محكمة، ولربما تلجلج لسانه، واختلطت في ذهنه المعاني، واضطربت على لسانه الألفاظ فيتلعثهم ويُرْتَج عليه ممَّا يؤدي إِلى انتزاع ثقة مستمعيه به، بخلاف الإِعداد والتهيؤ فإِن من ثمراته زرع الثقة به من الناس لأنهم يلمسون في كلامه آثار العناية والتجويد، والحرص على الإِفادة من خلال الأفكار الناضجة، والمعاني الخصبة المتناسقة والألفاظ المعبرة التي يسوقها إِليهم عبر خطبته.
الوقفة الثانية: وحدة موضوعها ووحدة موضوع الخطبة تُعدُّ ميزةً طيبة فيها إِذ تجعل الخطيب يركز ذهنه علىَ استجماع عناصر الموضوع الواحد دون التشتت في موضوعات مختلفة ممِّا يورث