الإِملال والسآمة لدى الناس ويجعلهم في حيرة من أمرهم، وقد تزدحم الموضوعات في هذه الحالة لكثرتها فلا يعلق بذهن المصلي شيء منها، أمَّا وحدة موضوع الخطبة فإِنه يفيد السامعين ويجعلهم يخرجون بفكرة متكاملة عن الموضوع المطروح. فكلما اتحد موضوع الخطبة كلَما عمَّت الفائدة واختصر الوقت؛ وكلما تفرق موضوعها وتشتت كلّما انعدمت الفائدة وطال الوقت على المصلين فأورثهم السآمة والملل.
الوقفة الثالثة: لغة الخطبة وأسلوبها إِن الأصل في لغة الخطبة أن تكون عربية فصيحة بعيدة عن العامية، ولكن بأسلوب سهل مفهوم، ليس فيه مفردات غريبة يعجز السامعون عن إِدراكها، وبمقدار ما تكون تركيبات الخطبة وألفاظها سهلة حسنة السبك، جاريةً على قواعد العربية، خالية من التعقيد وتنافر الكلمات، مؤتلفة مع الجو العام للخطبة، متناسبةً مع المعاني المقصودة، من حيث طولها وقصرها فإِن الخطبة تكون قوية التأثير