ونجد أن ثقة المستمعين وتصديقهم يتدرجان بتدرّج منزلة من ينسب إِليه القول المستشهد به فكلام الله سبحانه يحتلّ المنزلة العليا في ثقة الناس واعتقادهم، لأنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويستحيل أن يتطرق إِليه أيُّ تحريف، فهو محفوظ بحفظ الله سبحانه له إِلى أن تقوم الساعة كما قال تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: ٩]
ثم يأتي بعد ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيح، فإِنه ينال المنزلة الكريمة في ثقة الناس وتصديقهم، وبعده أقوال الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح من التابعين وتابعيهم؛ ويمكن للخطيب أن يسوق القصة المناسبة لموضوعه ويضرب المثل؛ ليبعث في نفوس السامعين النشاط وعدم الملل ويلفت انتباههم إِلى الموضوع، إِلى جانب الاستشهاد بالأبيات الشعرية المؤثرة مما يضفي على الخطبة لونا من الحركة والحيوية.