الخطب لا يجيده إِلا صاحب الموهبة الراسخة والتجربة العميقة، والخبرة الدقيقة في مجال الخطابة ممَّن هو فصيح اللسان، جريء القلب، غزير الاطلاع، قويّ الذاكرة، سريع البديهة، ثريُّ اللغة، واثق النفس.
وأمَّا من كان فاقد الجرأة على مواجهة الناس، ضعيفا خائر القلب، ضحل المعارف، كثير النسيان، هزيل البيان فإِنه لن يجرؤ على الارتجال، لأن رهبة موقفه، وهيبة مقامه يجعلان الأفكار تشرد عن ذهنه، والكلمات تعزب عن لسانه، فيتلجلج على منبره، ويخفق في حديثه ويضحي مجالا للتندُّر والسخرية.
الوقفة السادسة: الاستشهاد في الخطبة إِن أَيَّة فكرة يودّ أن يطرحها خطيب على المصلين لا تجد وقعا في نفوسهم وقبولا كاملا في عقولهم ما لم يدعمها ويعضدها بالشواهد المناسبة التي تكسبه اطمئنان قلوبهم، وعمق ثقتهم، لأن الشاهد المناسب يعدُّ قوة لترسيخ الأفكار الواردة في الخطبة وتثبيتها في