للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر حديث عمرو بن تغلب في قصة المال الذي وزع على الناس فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم رجالًا وترك رجالًا فبلغه أن الذين ترك عتبوا، قال: «فحمد الله ثم أثنى عليه ثم ساق الحديث» ، وذكر أحاديث أخرى في خطبة عليه الصلاة والسلام يدل على أنه لم يترك التحميد والتهليل والثناء على الله عز وجل بما هو أهله صدر كل خطبه من خطبه الجمعة وغيرها (١) .

بل إن الأمر ورد بالحمد والثناء في الخطبة، فقال عليه الصلاة والسلام في حديث أبى هريرة - رضي الله عنه -: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أبتر» (٢) . وفي رواية (أقطع) وفي رواية (أجذم) وفي الحديث «كل خطبة ليس فيها شهادة كاليد الجذ ماء» ) (٣) .

وهذه الأحاديث دالة على مشروعية الحمد والثناء والتَشهد، ولكن العلماء اختلفوا في درجة هذه المشروعية.

ففي المذهب الحنفي: يختلف القول في ذلك.


(١) انظر هذه الأحاديث في البخاري كتاب الجمعة باب من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد (٤٥٢) .
(٢) الحديث رواه أبو داود باب الهدي في الكلام من كتاب الأدب (٢ / ٥٦٠) بلفظ أجذم، وابن ماجة في كتاب النكاح باب في خطبة النكاح (١ / ١٦٠) وأحمد في المسند (٢ / ٢٥٩) .
(٣) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٢ / ٣٠٢ تحقيق أحمد شاكر وأبو داود ١٣ / ١٨٥ مع عون المعبود والبخاري في التاريخ الكبير ٤ / ٢٢٩ وابن حبان في موارد الضمان ص ١٥٢، ٤٨٩، والترمذي في سننه ٢ / ١٧٩، وقال: حديث حسن غريب، والبيهقي والسنن ٣ / ٢٠٩.

<<  <   >  >>