للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد حدث معاذ بهذا الحديث قبل موته خشيِة الإثم ولكن الاعتراض الذي ذكره معاذ من قول النبي صلى الله عليه وسلم (إذًا يتكلوا) صار مقترنًا بالحديث إلى يومنا هذا ليمنع سوء الفهم.

ثالثًا: الموازنة بين الجانب العاطفي والجانب العقلي

إن بعض الخطباء تصطبغ خطبتهم بالصبغة العاطفية البحتة، فلا تراه يجتهد لإقناع الناس بما يقول، وبعضه تصطبغ خطبه بالصبغة العقليِة البحتة فلا يثير عواطف الناس (١) . وكلا طرفي قصد الأمور ذميم.

إن إشعال عواطف الناس دون أن يكون هناك شيء من الإقناع والأدلة واستخدام الأسلوب العلمي مؤد إلى سلبيات كثيرة منها:

١ - إن ما جاء عن طريق العاطفة فقط سرعان ما ينسى إذا انطفأت جذوة تلك العاطفة.

٢ - إن عواطف الناس إذا محتاجون بدون بيان العلم الرشيد الصحيِح انطلق الناس، فلابد إذًا من لجام هو العلم، يلجم العواطف أن تجعل أصحابها يِتعدون حدود الله، والناس بطبيِعتهم محتاجون إلى حاد يحدو بهم إلى العمل، ومرغب


(١) ينظر: محمد أبو فارس: إرشادات لتحسين خطبة الجمعة ٣٦.

<<  <   >  >>