للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعله خشي أن يكون إخباره الناس بأسماء هؤلاء الأمراء سببا للخروج عليهم فتكون فتنة، ويوضح ذلك أيضًا حديِث معاذ بن جبل رضي الله عنه: «كنت رديف النبي صلى الله عيه وسلم، فقال: هل تدري يا معاذ ما حق الله على الناس؟ قال: قالت: الله ورسوله أعلم، قال: حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، أتدري يا معاذ ما حق الناس على الله إذا فعلوا ذلك؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الناس على الله إذا فعلوا ذلك ألا يعذبهم، قال: قلت: يا رسول الله، ألا أبشر الناس قال: دعهم يعملون» وفى رواية " إذا يتكلوا " (١) .

فاعترض الرسول صلى الله عليه وسلم على معاذ رضي الله عنه - وبين له مفسدة تَحديت الناس بهذا الحديث.

وقد احتج الإمام البخاري بهذا الحديث على جواز أن يخص العالم بالعلم قومًا دون قوم كراهية ألا يفهموا (٢) .


(١) رواه البخاري، ١ / ٢٢٥.
(٢) فتح الباري ١ / ٢٢٥.

<<  <   >  >>