إلا لعظمة هذه المساجد وأهمية وجودها في الأرض للمسلمين، وقد ذكر القرطبي - رحمه الله - أن ابن عباس ومجاهدا والحسن قالوا:" إن هذه المساجد تضيء لأهل السماء، كما تضيء النجوم لأهل الأرض "(١) .
ولقد كان السلف الصالح - رضوان الله عليهم - إذا فتحوا بلادا بنوا فيها المساجد، وتركوا فيها من يعلم الناس الخير، ويؤدي رسالة هذه المساجد، باعتبارها مركزا إسلاميا لتفقيه المسلمين في شؤون دنياهم وأخرتهم.
ولا ينبغي أن يتولى عمارة المسجد بالبناء من العمال ونحوهم إلا المسلمون ما داموا موجودين وقادرين بإذن الله على ذلك، وهم أحق وأشرف وأولى من غيرهم. وهكذا تخطيط عمارة المسجد يجب أن يكون بأيد مسلمة مؤمنة، ولا يعتمد على أحد من الكفار في شيء من هذا.
وقد أصدرت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية قرارا برقم ٢٨ في ٢١ / ١٠ / ٤٠٠ اهـ، نشر في مجلة البحوث الإسلامية بعدد ٢١ في عام ٤٠٨اهـ، وجاء فيه ما نصه: " ولما اطلع المجلس على البحث الذي أعدته اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الموضوع واستمع إلى كلام أهل العلم فيه رأى بالإجماع أنه لا ينبغي أن يتولى الكفار تعمير المساجد حيث يوجد من يقوم بذلك من المسلمين، وألا يستقدموا لهذا الغرض أو غيره تنفيذا لوصية الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أن لا يجتمع في الجزيرة دينان، وعملا بما يحفظ لهذه البلاد دينها وأمنها واستقرارها، وإبعادا لها عن الخطر الذي أصاب البلدان المجاورة بسبب إقامة الكفار فيها وتوليهم لكثير من أمورها، ولأن الكفار لا يؤمنون من الغش عند تصميم مخططات المساجد أو