وليس المعلم هنا محصورا بمعلم العلوم الشرعية، بل كل معلم أو شيخ أو أستاذ في أي من العلوم والفنون.
إذ هو محل الاقتداء مهما كان تخصصه.
ولكي يكون هذا المعلم قدوة حسنة وإماما في الفضيلة فإن عليه أن يكون ملتزما بشروط الإمامة.
ويأتي في مقدمة الشروط: أن يكون مرضيا في دينه وخلقه.
وما أصدق أحمد شوقي في قوله:
وإذا المعلم لم يكن عدلا مشى ... روح العدالة في الشباب ضئيلا
وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة ... جاءت على يده البصائر حولا
وإذا أتى الإرشاد من سبب الهوى ... ومن الغرور فسمه التضليلا
وأما المنهج الدراسي - والمقصود به التنظيمات المتعلقة بالجانب العلمي، وفي مقدمتها الكتاب المدرسي، أو المرجع العلمي -. . .
فإنه وسيلة مهمة في العملية التربوية، لها أثرها البالغ على الطالب؛ لأنه يلتزم بها، فيتفاعل معها ويرددها كيما يجتاز الاختبار.
وإذا كانت المناهج محكمة متوائمة مع مستوى الطالب ومتناغمة مع ميوله وطموحه، وملتزمة بمنهاج الإسلام وأصوله وقيمه، فإنها تصوغ عقولا ناضجة، ونفوسا مؤمنة، راغبة في الخير، راغبة عن الشر.
وأما إذا كانت بخلاف ذلك فلا بد أن تخرج أجيالا ضائعة في فكرها وسلوكها متذبذبة بين الإفراط والتفريط، والشح والتبذير.
٣ - الجليس الصالح.
فالمرء من جليسه، كما في الحديث: «الرجل على دين خليله فلينظر