للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كبيرة، وهذا ذو جاه ومكانة بين قومه، وآخر ليس كذلك. . . وهكذا، يضاف إلى ذلك الأعراف السائدة في كل بلد أو قبيلة.

فكل دلك - وما أشبهه - لا بد من مراعاته عند الحكم على تصرف الإنسان المالي بأنه إسراف أو تقتير أو وسط بينهما.

يقول القرطبي (ت ٦٧١ هـ) عند تفسيره قوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ} [الإسراء: ٢٩] (١) " وهذه من آيات فقه الحال فلا يبين حكمها إلا باعتبار شخص من الناس " (٢) وعلى هذا فمعرفة الإسراف من عدمه تعود إلى العرف والعادة، والعادة مُحَكَّمة كما يقول علماء الفقه وأصوله (٣) .

[ثانيا التعريف بالمصطلحات والألفاظ ذات الصلة]

[التبذير]

ثانيا: التعريف بالمصطلحات والألفاظ ذات الصلة: هناك عدد من المصطلحات والألفاظ لها صلة وثيقة بالمصطلح الرئيس السابق " السرف "، يجدر بنا أن نستوضحها حتى تستكمل الصورة بيانا، ويزاد الطريق اتساعا وإضاءة.

ولعل من أهم هذه المصطلحات والألفاظ: التبذير، إضاعة المال، الترف، الاقتصاد، الإنفاق، الجود والسخاء، البخل والشح، الفرح.

(١) أما التبذير فقال ابن فارس: " الباء والذال والراء أصل واحد، وهو نثر الشيء، وتفريقه، يقال: بذرت البذر أبذره بذراً قال تعالى:. . {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا - إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} [الإسراء: ٢٦ - ٢٧] (٤) (٥) .


(١) الإسراء: ٢٩.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ١٠ / ٢٥١، وينظر: المحرر الوجيز لابن عطية ١٢ / ٤٠.
(٣) ينظر: الأشباه والنظائر للسيوطي، ص٨٩ الطبعة الأولى ١٣٩٩ هـ.
(٤) سورة الإسراء: ٢٦، ٢٧.
(٥) معجم مقاييس اللغة ١ / ٢١٦.

<<  <   >  >>