للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا ترغيب للمؤمن في التقليل من الأكل بقدر الحاجة، وفيه أيضا ترهيب بالتشبيه بالكافر.

وفي مقام الترهيب يقول صلى الله عليه وسلم: «ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه» (١) .

ويقول: «إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة فلا يزن عند الله جناح بعوضة» (٢) .

وهكذا نرى أن للترغيب والترهيب مكانا فسيحا في الكتاب الكريم، وسنة النبي عليه الصلاة والسلام.

ولا شك أن الأخذ بذلك يحقق المقاصد المرجوة في الدعوة والتوجيه والتربية.

وهو ما سلكه وانتهجه سلف الأمة في إصلاحهم الاجتماعي سواء في خطبهم أو دروسهم أو محاوراتهم ومجادلاتهم، أو ردودهم أو مؤلفاتهم، أو غير ذلك، فإنهم يطرزونها بطراز الترغيب والترهيب.

ولأهمية هذا الأسلوب في نفوس العلماء نراهم يخصصون كتبا أو أبوابا فيه.

أجل. . إن على من يتصدى لمعالجة مشكلة السرف أن لا يغفل هذا المنهج.

بل عليه - من أجل أن ينتشل المسرف والمبذر - أن يهز كيانه ويستثير عواطفه ويوقظ ضميره عن طريق الترغيب والترهيب، الترغيب بفائدة الاقتصاد والتوسط، وما يحققه من مصالح دنيوية وأخروية.

والترهيب بنتيجة السرف وخطورته على الأمة، بل على الفرد نفسه في دينه ودنياه، عاجلا وآجلا.


(١) رواه الترمذي في السنن، ك: الزهد - الباب ٤٧، وقال: حسن صحيح.
(٢) متفق عليه (صحيح البخاري، ك: التفسير، تفسير سورة الكهف، الباب ٦، وصحيح مسلم، ك: صفة المنافقين، ح / ١٨.

<<  <   >  >>