للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - الإسراف والتبذير كفر بنعمة الله، وطغيان في الأرض، قال تعالى {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: ٢٧] (١) .

يقول الألوسي (ت١٢٧٠ هـ) : " وفي تخصيص هذا الوصف بالذكر (٢) من بين صفاته القبيحة إيذان بأن التبذير الذي هو عبارة عن صرف نعم الله تعالى إلى غير مصرفها من باب الكفران المقابل للشكر " (٣) .

٣ - متابعة الشيطان ومؤاخاته قال سبحانه:. . {وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا - إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} [الإسراء: ٢٦ - ٢٧] (٤) .

" ومعنى ذلك أن التبذير يدعو إليه الشيطان؛ لأنه إما إنفاق في الفساد، وإما إسراف يستنزف المال في السفاسف واللذات فيعطل الإنفاق في الخير، وكل ذلك يرضي الشيطان، فلا جرم أن كان المتصفون بالتبذير من جند الشيطان وأعوانه، وهذا تحذير من التبذير، فإن التبذير إذا فعله المرء اعتاده فأدمن عليه فصار له خلقا لا يفارقه فشأن الأخلاق الذميمة أن يسهل تعلقهما بالنفوس. . . فإذا بذر المرء لم يلبث أن يصير من المبذرين أي المعروفين بهذا الوصف، والمبذرون إخوان الشياطين، فليحذر المرء من عمل هو من شأن إخوان الشياطين، وليحذر أن ينقلب من إخوان الشياطين " (٥) .

٤ - تعريض المسرف نفسه للعقوبة الدنيوية أو الأخروية، أو كليهما، قال سبحانه: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا} [القصص: ٥٨] (٦) .


(١) الإسراء: ٢٧.
(٢) أي في وصف الشيطان بأنه كفور.
(٣) روح المعاني في تفسير القرآن الكريم والسبع المثاني ١٥ / ٦٣.
(٤) الإسراء ٢٦ - ٢٧.
(٥) التحرير والتنوير لابن عاشور ١٥ / ٨١.
(٦) القصص: ٥٨.

<<  <   >  >>