للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدون حدود أو قيود، أما غير نفسه فهو نسي منسي، حتى وإن كان من ذوي رحمه.

٤ - أن الإسراف وسيلة إلى الترف، وهما وسيلة إلى الفخر والكبر والمخيلة (١) .

يقول ابن حجر: " وقد يستلزم الإسراف الكبر وهو المخيلة " (٢) .

٥ - وتناول المخدرات والمسكرات - وهي من أبشع صور الإسراف - يذهب بالعقول ويضعف التفكير ويحمل النفس هموما وكربات عظيمة.

" إذ في ذلك تردي النفس في ورطة البهيمية والتبعد من المَلَكِية (٣) في الغاية، وتغيير خلق الله حيث أفسد عقله الذي خص الله به نوع الإنسان، ومَنَّ به عليهم، وإفساد المصلحة المنزلية والمدنية وإضاعة المال والتعرض لهيئات منكرة يضحك منها الصبيان، وقد جمع الله كل هذه المعاني تصريحا أو تلويحا في هذه الآية: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} [المائدة: ٩١] (٤) (٥) .

٦ - أن الإنسان بإسرافه وتنعمه يألف الراحة والخمول، ويحب الإخلاد إلى الأرض والاطمئنان إلى المادة والتعلق بها.

ومن ثم فإنه لا يتحمل المصاعب أو المصائب، ولا يثبت في مواقف الابتلاء والاختبار.

ولعل هذا مما أشارت إليه الآية الكريمة: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج: ١١]


(١) يراجع في هذا: الإسراف أسبابه وآثاره للدكتور نوح. مجلة الاقتصاد الإسلامي عدد ٥٠ ص٢٢. مرجع سابق.
(٢) فتح الباري ١٠ / ٢٥٣.
(٣) أي الابتعاد عن صفات الملائكة.
(٤) المائدة: ٩١.
(٥) حجة الله البالغة للدهلوي ٢ / ٥٠٦ - ٥٠٧.

<<  <   >  >>