للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقلبك ساه ولا تدري ما تقول بلسانك (١) .

ومن أسباب الخشوع تحريك الشفتين بالتلاوة والذكر، حيث تشتغل حاسة السمع مع اللسان فيكون ذلك أعون على طرد الشيطان ووساوس النفس، وذلك من غير رفع الصوت بالنسبة للمأموم لأن ذلك يشغل من بجواره ويؤثر على خشوعه، وذلك يتنافى مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم «ولا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة في الصلاة» (٢) .

أما تحريك الشفتين فمن أدلة ذلك ما أخرجه البخاري من حديث أبي معمر عبد الله بن سخبرة قال: «سألنا خبَّابًا أكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم، قلنا: بأي شيء كنتم تعرفون؟ قال: باضطراب لحيته» (٣) .

ومن أسباب الخشوع الزهد في الدنيا والإقبال على الآخرة، وذلك أن الانصراف للدنيا على أنها غاية يعمل الإنسان لها يحتم عليه أن يصرف فكره واجتهاده لهذا الغرض، فإذا أيقظه ضميره بدافع من وازعه الإيماني وأراد


(١) كتاب تعظيم الصلاة رقم ١٤٠.
(٢) مسند أحمد ٢ / ٣٦، سنن أبي داود، رقم ١٣٣٢، الصلاة (٢ / ٨٣) .
(٣) صحيح البخاري، رقم ٧٦٠، الأذان، (٢ / ٢٤٤) .

<<  <   >  >>