للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أن يحضر قلبه في الصلاة فإن خواطر الدنيا التي تعلَّق قلبه بها تهجم وتسيطر على تفكيره فيخرج من الصلاة بأقوال وأفعال لا علاقة لها بقلبه، إلا بمقدار ما يغلب على قلبه من وازعه الإيماني.

أما إذا كان مقبلا على الآخرة، ومقدَّرًا للدنيا بقدرها كظرف للعمل الصالح وجواز مرور إلى الآخرة فإن ذلك يدفعه إلى الخشوع وحضور القلب مع الله تعالى، ويحمله على الشغف بالعبادة باعتبار أنها وسيلة للتقرب إلى الله عز وجل والظفر برضوانه ونعيمه.

وبيان ذلك أن من غلب على تفكيره أمر الآخرة فإن هذا التفكير هو الذي يمكن أن يطرأ عليه في الصلاة وذلك منسجم مع مقاصدها، أما الذي يغلب على تفكيره أمر الدنيا فإن هذا التفكير هو الذي يطرأ عليه في صلاته وهذا مناقض لمقاصد الصلاة.

ومن أسباب الخشوع: الصلاة في المسجد جماعة لأن جو المسجد الروحاني وما فيه من الهدوء والسكينة لا يمكن أن يتوافر غالبًا في البيوت لكثرة ما فيها من الملهيات والمشغلات، وإن كان ينبغي للمسلم أن يهيئ بيته أو جزءًا منه للصلاة لأن أغلب النوافل تكون في البيوت.

<<  <   >  >>