يضيع إذا كان بأيدي الضعفاء والجبناء، وقد كان أسلافنا المجاهدون من الصحابة والتابعين قاموا بعمل جهادي ضخم لفت الأنظار وأسر الأفكار، فأصبح عقلاء العالم آنذاك يتفحصون أولئك المجاهدين ويبحثون عن أسرار عظمتهم وقوتهم، أما العالم الإسلامي اليوم فقد أصبح ذيولا ذليلة للأعداء فأي قوة لهم تلفت الأنظار وأي تفوق لهم يأسر الأفكار؟ ! !
والخشوع من صفات المؤمنين الخلَّص، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم ينصفون به لقوة إيمانهم.
وحينما يضعف إيمان الأمة يرفع منهم الخشوع كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد بإسناده عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال:«بينما نحن جلوس عند رسول الله عليه ذات يوم فنظر في السماء ثم قال: هذا أوان العلم أن يرفع، فقال له رجل من الأنصار يقال له زياد بن لبيد: أيرفع العلم يا رسول الله وفينا كتاب الله تعالى وقد علمناه أبناءنا ونساءنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت لأظنك من أفقه أهل المدينة، ثم ذكر ضلالة أهل الكتابين وعندهما ما عندهما من كتاب الله عز وجل» .