إن السامعين ينفرون ممن يتعالى عليهم ويظهر أنه أعلا وأرفع منهم، وبالمقابل فإنهم يحبون المتواضعين الذي يحترمون الناس ويرحمونهم فعلى الخطيب الكريم أن يكون قدوة فيما يدعو الناس إليه، وليتذكر قول الشاعر:
وقفت لتذكير ولو كنت منصفا ... لذكرت نفسي فهي أحوج للذكرى
إذا لم يكن مني لنفسي واعظ ... فيا ليت شعري كيف أفعل في الأخرى
أخي الخطيب: إن إثارة الحمية الدينية لدى السامعين من الأمور الهامة في الخطبة فأعلم:
أن الخطيب الذي يثير السامعين بأسلوبه ويهز مشاعرهم بخطابه ويرجع ما يصيب الناس من المصائب والكوارث والابتلاء إلى ضعف الإيمان وانتهاك ما حرم الله خطيب ناجح، كما أن الخطيب الذي يثير حمية السامعين الدينية ويلفت انتباههم بأن ما يحصل للمسلمين من انحراف وتفرق وشرود عن النهج الصحيح يفرح أعداء الإسلام ويسرهم كثيرا أنه خطيب موفق، وقد قال الله تعالى {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا}[آل عمران: ١٢٠] وأي سيئة أعظم من تخلخل ارتباط المسلمين بإسلامهم، وأي سيئة أعظم من أن يتفرق المسلمون ويفسد ما بينهم إن هذا مما يبهج الأعداء ويفرحهم وفساد ذات البين هي الحالقة وهي لا تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين. كما