تركه بل الواجب أن يكون الهوى تبعًا للدين وأن يفعل كل ما يقدر عليه من أفعال الخير الظاهرة والباطنة القولية والاعتقادية والعملية البدنية والمالية وما يعجز عنه يلتزمه وينويه فيدركه بنيته، ولما كان الدخول في السلم كافة لا يمكن ولا يتصور إلا بمخالفة طرق الشيطان قال تعالى:{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}[البقرة: ٢٠٨][سورة البقرة: من الآية ٢٠٨] ، أي في العمل بمعاصي الله {إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}[البقرة: ٢٠٨][سورة البقرة: من الآية ٢٠٨] ، وهو لا يأمر إلا بالسوء والفحشاء وما به الهلاك والضرر، ولما كان العبد لا بد أن يقع منه خلل أو زلل قال تعالى:{فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ}[البقرة: ٢٠٩][سورة البقرة: من الآية ٢٠٩] ، أي بعد العلم واليقين {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[البقرة: ٢٠٩][سورة البقرة: من الآية ٢٠٩] أي إذا عدلتم عن الحق بعد ما قامت عليكم الحجج فاعلموا أن الله عزيز في انتقامه ممن عصاه حكيم في شرعه وأمره والحكيم إذا عصاه العاصي قهره بقوته وعذبه بمقتضى حكمته.