للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وثانيهمَا: عبد الكريم الجرباء وأَخوه مُطلق، ولست أَدري أَيهمَا كان الشيخ إلا أَنهمَا معاصران لطلال بن عبد الله الرشيد، وعبد الله الفيصل فهمَا أَقدم من معاصر محمد العبد الله الرشيد. وعبد الكريم له شهرة كبيرة عند أَل نجد، ولَمْ أَجدْ له هذه الشهرة عند مؤرخي العراق. قال أَبو عبد الرحمن: وربمَا ترجَّح أَن عبد الكريم ومطلق ابنان لفرحان بن صفوق، وأَن عبد الكريم تولى بعد فرحان مباشرةً ثم بعده فارس. وصفوق معاصرُ لعبد الله الرَّشيد، وله علاقة في مساعداته له أَيام محنته مع آل علي، وربمَا كانت بينهمَا مصاهرة.

فقد أَملى عليَّ الشيخ منديل هذين البيتين لعبد الله بن علي ابن رَشيِد يخاطب أَخاه عُبَيْدًا بعد أَن رجعا من العراق وزوجا أُختهمَا من الجرباء. قال عبد الله:

يَاعْبَيْدْ مَا بَاقٍ لَنَا كُوْدْ حاجَةْ وْهِي حَاجْةٍ لاَ هِيْبْ تِشْتَرى ولاتْبَاعْ

ويَاعْبَيدْ تَرَى بَعْضَ الَمْعَانْي سَمَاجَةْ ... والله إِلىَ مِنِّهْ نَوَى ضَايْع ضَاعْ

ومن أَخبار عبد الكريم الجرباء هذه القصة التي نسبها الشيخ ابن خميس إِلى أَحد مشايخ آل الجرباء. قال ابن خميس عن عبد العزيز بن عيد " الْعِزِّي " راعي الْبَرَّة: إِنه قال هذه الأبيات يمدح أحد الَمْشايخ من آل الجرباء.

يَا الزِّيْرْ يَاالزَّحَّارْ يَاالنِّمْر يَاالذِّيْبْ يَاالَّيْثْ يَااللاَّيُوْثَ يا الشبل يَا الدَّابْ

نَطَّاح طَابُوْرَ الْعَسَاكِرْ إلىَ هِيْبْبَالسَّيْفْ لِرْقَابَ الَمْنَاعِيْرِ قَصَّابْ

عَيْبِهْ إلىَ منْ قَالَوْا النَّاسْ بِهْ عَيْبْلَلْسَّمْنْ فَوْقِ مْفَطَّحَ الْحِيْل صَبَّابْ

قال ابن خميس: ويقال إنه لَمْا أمعن في إيراد هذه الألفاظ الجزلة بهذا الأسلَوْب الشعري القوي، وكان الجرباء متمنطقاً بمنطقة ذهبية وبها خنجر ثمينة شعر الَمْمدوح بالزهو والإعجاب، وتعاظم حتى لَمْ تقو هذه الَمْنطقة على تحمله، فانبترت، وكانت أوُلى هبات الشاعر! قال أبو عبد الرحمن: وتابع ابن خميس على هذا العزو نقلاً عنه كُلًّ من الحُقَيْل وصاحب " الأزهار " والكمَالي. والصواب مَا نشره الشيخ منديل، وحدثني به إبراهيم أن الأبيات لخضير الصعيليك من قصيدة يمدح بها عبد الكريم الجرباء مطلعها:

يا شَيْخَ انَا جيْتِكْ على الْفُطَّرَ الشَّيْبْقَزَانْ منْ دَارَ الَمْحبِّيْنَ دَبَّابْ

قال منديل: وقيل: إنه يوم سمعها أعطاه جائزة خمسة عشر بعيراً بحمولتها من الأرزاق. قال أبو عبد الرحمن: وها هو نص القصيدة كاملة كمَا رواها الشيخ منديل. قال خضير الصعيليك:

يا شَيْخَ انَا جيْتِكْ على الْفُطَّرَ الشَّيْبْقَزَانْ منْ دَارَ الَمْحبِّيْنَ دَبَّابْ

دَبَا علي ودَبِّ منّي بْتَقْريْبْ ... قلَّ الَمْوَاشِي يا ذَرَا كِلِّ منْ هَابْ

من دَارْنا جيْنَا لْدَاركْ مَغَاريْبْ ... يَمُّوْمْ نَجم لا تَغَيَّرْ وَلاَ غَابْ

متْخَيُركْ يَا مَنْقَعَ الْجُوْدِ والطِّيْبْ ... لاَ خَيَّبَ اللهْ لَلاجَاويْدِ طَلاَّبْ

سَلاَمْ مِنْ قَلْبٍ مْحِبِّ بَلاَ رَيْبْ ... لِهْ يسْتَتَابَ الشَّابّ وْيشِبِّ مِنْ شَابْ

يَا الْجَوْهَرَ النَّاريْزْ يَا الَمْعَطَّرَ الطِّيْبْيَا الصَّعْل يَا الصَّهَّالْ يَا حْصَانَ الاطْلاَبْ

يَا الزِّيْرْ يَاالزَّحَّارْ يَاالنِّمْر يَاالذِّيْبْ يَاالَّيْثْ يَااللاَّيُوْثَ يا الشبل يَا الدَّابْ

يَا الضَّارْيَ الضِّرْغَام عَطْبَ الَمْضَاريْبْيَا الْفِرْزْ يَا مَفْرَاصْ ضِدِّهْ والاجْنَابْ

يَا النَّادْرَ الْهَيْلَعْ عْقَابِ الَمْرَاقِيْبْيَا نَافْلٍ جيْلِهْ بْعِيْدِيْنْ وَاقْرَابْ

نَطَّاحْ طَابُوْرَ الْعَسَاكِرْ إِلى هِيْبْسِتْرَ الْعَذَارىَ لاغَشَاَ الزَّمْل ضِبْضَابْ

عَيْبِك الَىِ ثَارَ الَّدخَنْ كِنِّهَ السِّيْبْبَالسَّيْفِ لِرْقَابَ الَمْنَاعِيْر ِقَصَّابْ

وَعَيْبِك إلَى مِنْ قَالَوْا النَّاسْ بِكْ عَيْبْللسَّمْنِ فَوْق مْفَطَّحَ الْحِيْلِ صَبَّابْ

وْذَبْحَ الْغَنَمْ والْكُوْمْ حِرْشَ الْعَرَاقِيْبْوْاعْطَا الَمْهَار، وبَذْلٍ مَالٍ بْلاَ حْسَابْ

<<  <   >  >>