للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِلا أَن العزاوي نقل عن كتاب " مجمع الأَنساب " الذي نسبه لابن قدامة بأَن عَبْدَةَ من شمر. قال أبو عبد الرحمن: وعلى هذا يكون القحطانيون - من غير طيء - هم آل ضيغم دخلَوْا في عَبْدَةَ بالحلف. والَمْعلَوْمَات عن آل على غير مكتملة، ومَا وجد عنهم من معلَوْمَات فيه اضطراب كثير. فالدكتور ابن عثيمين: يرى أَن إِمَارة حائل خلال القرن الثاني عشر الهجري لآل علي الَمْنتمين لآل جعفر. وعد من أُمراء هذا القرن محمداً الأَول وهو محمد بن عيسى ابن علي أَخو خنساء، أَو السمن العرابي أَمَا الشيخ علي بن سالَمْ فيذكر أَن أَول أُمراء آل علي عبد الَمْحسن بن علي. ثم قال في موضع آخر: وليس عندي بيان وقت ولايتهم وكيف انقرضوا لكنهم من عام ١٢٣٢. قال أبو عبد الرحمن: عبد الَمْحسن كان أمير حائل في عهد الإمَام عبد العزيز بن محمد وقد دخل في طاعة الإمَام عام ١٢٠١هـ وبهذا تكون بدايتهم قبل عام ١٢٠١ ويسقط قول ابن سالم: أنهم من عام ١٢٣٢هـ. أمَا الدكتور العثيمين فقد أسقط عهد عبد الَمْحسن هذا، وقال: إن الأمير في نهاية القرن الثاني عشر هو محمد بن عبد الَمْحسن. قال أبو عبد الرحمن: إنمَا تولى محمد بعد ابنه عبد الَمْحسن في مطلع القرن الثالث عشر. ونقل العثيمين عن كتاب " كيف كان ظهور شيخ الإسلام محمد بن عبد الَوْهاب " لَمْؤلف مجهول: أن حجيلان عام ١٢٠١ قتل رجلاً ساحراً ونصب محمد بن علي شيخاً في الَمْنطقة. وعلق على ذلك بقوله: ولعل حجيلان أقر محمد بن علي في زعامة الجبل. قال أبو عبد الرحمن: أسلفت نص ابن سالَمْ على أن عبد الَمْحسن كان أمير حائل قبل ابنه، وذكر يوسف البسام: أن حجيلان عين محمداً بعد وفاة والده عبد الَمْحسن. فهذان النصان بالإضافة إلى نص صاحب كتاب " كيف كان ظهور شيخ الإسلام " يؤيد سبق إمَارة عبد الَمْحسن وليس عند الدكتور العثيمين زيادة علَمْ تنفي ذلك. ويظهر أن شمر دانت لدعوة الشيخ محمد بن عبد الَوْهاب في حياته، وحياة الإمَام محمد بن سعود قبيل سنة ١١٧٨هـ لأن صاحب كتاب " لَمْع الشهاب " ذكر في أحداث هذه السنة أن محمد بن سعود هيأَ عسكراً مقداره ستة آلاف، بقيادة ابنه عبد العزيز بأمر من محمد بن عبد الَوْهاب، وأرسله إلى طائفة من شمر، كانت قد دخلت في الطاعة قبل ذلك ولَمْا سمعوا بمجيء النجراني وعرعر ارتدُّوا عن حكم ابن سعود، وجعلَوْا يغزون أطرافه، فسار عبد العزيز بالجيش إلى جبل شمر وغزاهم ليلاً فأهلك منهم جمعاً كثيراُ وقد أسر منهم مئتي رجل بل أزيد. أمَا آل علي أنفسهم وحاضرة الجبل فقد دانوا لحكم آل سعود منذ عام ١٢٠١هـ. ولذلك مقدمتان: أولاهمَا: أن قبيلة شمر سنة ١١٩٦ ناصرت سعودون ابن عريعر في حصاره لحجيلان أمير بريدة من قبل آل سعود. وأخراهمَا: أن شمر في الَمْحرم عام ١٢٠١هـ ناصرت ثويني بن عبد الله، في هجومه على نجد، ومحاصرته للقصيم ولحجيلان في بريدة. فلعله نتيجة للَمْقدمة الأولى: كانت غزوة حجيلان عام ١٢٠٠هـ حيث أخذ قافلة لشمر وقتل منهم قتلى كثيرة. ونتيجة للَمْقدمة الثانية بيقين: غزا حجيلان بأمر من الإمَام عبد العزيز بلد شمر وأدخلهم في الطاعة فبايعوا ابن سعود. ومحمد هذا من أشهر أُمراء آل علي. من الأحداث التاريخية في عصره أنه غزا قبيلة الشرارات في الجوف سنة ١٢٠٧هـ ومعه أربع مئة من الإبل وخمسون من الخيل لكن نتيجة غزوته كانت فاشلة. وفي سنة ١٢٠٨ هاجم الجوف وأدخله في طاعة آل سعود، فضم إليه الإمَام سعود بن عبد العزيز ولاية الجوف. وفي سنة ١٢١١هـ اشترك أهل الجبل مع القوات السعودية في صد حملة ثويني. وذكر أن محمداً غزا ناحية العراق واشتبك مع آل بعيج وقتل منهم خمسين رجلاً. وفي سنة ١٢٢١هـ كان محمد من بين الزعمَاء الَمْرابطين حول الَمْدينة الَمْنورة، بأمر من الإمَام سعود، لإجبار أمير حجاج الشام على العودة إلى بلاده. وفي سنة ١٢٢٥هـ كان أهل الجبل مع الإمَام سعود في غزوه للبلاد الشامية. وفي سنة ١٢٢٨هـ كلف الإمَام سعود محمداً بمراقبة فرقة من الجيش الَمْصري العثمَاني ليجبرها على الذهاب إلى العراق. وفي سنة ١٢٢٩هـ اشترك محمد مع القوات السعودية في هجومها التأديبي الفاشل على عياد الذويبي الحربي قرب الحناكية. وفي سنة ١٢٣٠هـ كان أهل الجبل مع الإمَام عبد الله بن سعود في القصيم، حين وصل إليها طوسون كمَا كانوا معه لتأديب بعض

<<  <   >  >>