للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومضَى الحبيبُ لحَفْر قبركَ مُسْرعًا

وأتى الصَّديقُ فأنذَر الجيرانَا ... وأتَوا بغسَّال وجاؤوا نَحوَهُ

وبَدَا بغسلِكَ ميتًا عُرْيَانَا ... فَغُسلتَ ثم كُسيتَ ثوبًا للبِلَى

وَدَعَوا لحَمْل سريركَ الإخوَانَا ... وأتَاكَ أهلُكَ للوداع فودَّعُوا

وجَرَتْ عليك دُمُوعُهُم غُدْرَانَا ... فخفِ الإله فإنَّه مَنْ خَافَهُ

سكنَ الجنانَ مُجاورًا رُضْوانَا

أخي: إذا شغلتك الدنيا! فتذكَّر الموت؛ فإنك راحل! ولن تجد أخي لتلك النفس سوطًا أشد عليها من تذكُّر الموت! فإنه السَّوط الرَّادع الذي لطالما ضرب به الصالحون قلوبهم فارتدعت! وعادت طَيِّعةً .. ذَلُولةً إذا سلكت سبيل الطاعات! ونَفُورةً جامحةً إذا دنت من سبيل المعاصي والخطايا! فتفكر يا مغرور في الموت وسكرته! وصعوبة كأسه ومرارته! فيا للموت من وعد ما أصدقه! ومن حاكم ما أعدله!

كفى بالموت مُقرِّحًا للقلوب! ومبكيًا للعيون! ومفرِّقًا للجماعات! وهادمًا للذات! وقاطعًا للأمنيات!

فهل تفكرت يا ابن آدم في يوم مصرعك وانتقالك من موضعك؟ !

<<  <   >  >>