للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وبَعدَ أبي حَيّانَ يَوْمَ حَمُومَة ٍ ... أُتِيحَ لَهُ زَأوٌ فأُزْلِقَ عَنْ رَتَبْ (١)

ألَمْ تَرَ فيما يَذكُرُ النَاسُ أنّني ... ذكرْتُ أبا لَيلى فأصبَحْتُ ذا أرَبْ (٢)

فهوَّنَ ما ألْقَى وإنْ كُنْتُ مُثبتاً ... يَقيني بأنْ لا حيَّ يَنجو من العَطَبْ (٣)

أصدرتهم شتّى [الطويل]

وقال لبيد أيضاً يذكر أيّامه ومفاخرهـ ومقاماته بين أيدي الملوك:

أرَى النّفسَ لَجّتْ في رَجاءٍ مُكذِّبِ ... وَقَد جَرَّبتْ لوْ تَقْتَدي بالمُجَرَّبِ (٤)

وكائِنْ رَأيْتُ مِنْ مُلوكٍ وسُوقةٍ ... وَصاحَبْتُ مِن وَفدٍ كرامٍ ومَوكِبِ (٥)

وسانَيْتُ مِن ذي بَهْجَة ٍ ورَقَيْتُهُ ... عليهِ السُّمُوطُ عابِسٍ مُتغَضِّبِ (٦)

وفارَقْتُهُ والوُدُّ بَيني وبَينَهُ ... بحُسْنِ الثَّنَاءِ مِنْ وَرَاءِ المُغَيَّبِ

وَأبّنْتُ مِنْ فَقْدِ ابنِ عَمٍّ وخُلَّةٍ ... وفارَقتُ من عَمٍّ كريمٍ ومن أبِ (٧)

فبانُوا ولمْ يُحْدِثْ عليَّ سبيلهُمْ ... سِوَى أمَلي فيما أمامي ومَرْغَبي (٨)


(١) يوم حمومة: يوم من أيام العرب، وهو اليوم الذي مات فيه معاوية. زأو الشيء: مقداره. أزلق: أي سقط.
(٢) أبو ليلى: صاحب الشاعر وصديقه. الأرب: الحاجة.
(٣) العطب: كناية عن الموت.
(٤) الرجاء المذب: أي الذي لا يُنَال.
(٥) كائن: أي كم. السوقة: كل الناس ما عدا الملك.
(٦) سانيت: لاطفت. السموط: هو التاج المرصع بالجواهر. عابس: أي عظيم في نفسه. متعصب: أي بالتاج.
(٧) الخُلّة: الرفيق والصديق.
(٨) بانوا: أي فارقوا. السبيل: الطريق.

<<  <   >  >>