ليس للناس يا إمام من الأم ... ر فتيل، وأين عنك الفتيل
إنما الأمر للذي خلق الخلق ... وفي خلقه عليه دليل
قل لهذا الإمام عضدك في الحر ... ب على الناس حاشد وبكيل
إن همدان يمسكون هدى الله ... ومرّان بالواء كفيل
إن تكن جولة فنحن لك اليو ... م ملاذ إلى ذراه تؤول
ديننا ملة النبي ولا قو ... ل لنا غير ما نراك تقول
إنما اليوم مثل أمس وهمدا ... ن مع الحق حيث زال تزول
أي قوم هم إذا نزل المو ... ت وصاروا كأنهم إكليل
ثم نادوا بأنهم قهروا النا ... س كما يقهر البكار الفحول
لا يرد الجريح نائبة الجر ... ح ولا الحي يزدهيه القتيل
والمجالد بن ذي مران، وهو القائل لمعاوية وقد رأى تمويهه وتمويه عمرو على الناس في دم عثمان ولطخهم به علياً عليه السلام:
يا ابن هند جشمت نفسك أمراً ... جرت فيه وقال صحبك هجرا
إن عمراً وعتبة حين والا ... ك ومروان والوليد وبسرا
وأبا الأعور الألى سفهوا اليو ... م علياً وقلدوا الأمر عمرا
لو يذوقون طعم ما اجترموه ... وجدوا طعم ذلك القول مرّا
ولعمري لئن هم شتموه ... إنه أظهر الكواكب ظهرا
وله طارت القلوب إذا السم ... ر خلال العجاج يحسبن جمرا
خصى الفحل فاستقاد ومازا ... ل يرى الناس والفوارس نكرا
فارس يضرب الكتيبة بالسيف ... دراكاً ويطعن القوم شزرا
شهد الفتح والنضير وأحداً ... وحنيناً وخيبراً ثم بدرا
وله في قريظة الخطر الأع ... ظم إذا ردّت الفوارس كسراً
وله حرمة الولاء على النا ... س بخمّ وكان ذا القول جهرا
ثم يوم البراة أرسل بالوح ... ي فهذا من أعظم الناس قدرا
وله كل موطن يوجب الج ... نة جدعاً لشانئيه وعقرا
لا كمن باع دينه أبخس البي ... ع بمصر ومن تجرع خمرا
وأبو الأعور الشقي ومرو ... ان وبسر قد شاركوا الإثم عمرا؟
وكان المجالد فقيهاً عالماً. فأولد المجالد سعيداً وكان فقيهاً فارساً بطلاً قتله شبيب الحروري في أيام الحجاج، فأولد سعيد المجالد وهو فقيه أيضاً.
وهذا البيت من آل ذي مران بالكوفة. ومن أشرف المرانين عقيل بن ذي مران الأوسط وشهد يوم العرحيين مع دويلة الشبامي صباح تغلب فحسن بلاؤه.
ومن أعاظم الناعطيين في الجاهلية وأشرافهم حمرة ذو المشعار القيل بن أيفع بن ربيب بن شراحيل بن عامر بن ربيعة بن مرثد إلّ بن حجر ذي ينوف بن ناعط، وهو قاتل لختيعة ذي شناتر بن مصحا بن الأخنس بن الحارث بن أصبح بن زيد بن قيس بن صيفي بن حمير الأصغر وكان قيلاً جباراً، وفي ذي المشعار يقول علقمة بن ذي جدن:
وبادر بالعلات أرباب ناعط ... فلم يدفعوا بالشيد كيد الطوارق
وقد كان ذو المشعار فيها مؤثلاً ... فسالبنه قسراً عناق النمارق
وقال أيضاً:
وكانت ناعط عجباً عجيباً ... وذو المشعار ساكنها فطابا