للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وجماعة من العلماء غيرهم أن الطيلسان ليس من السنة.

قال بعد كلام طويل: وفي جواز الطيلسان لغير البرد نظر، لأنه من سيما اليهود الذين يخرجون من أصبهان مع الدجال كما جاء في صحيح مسلم أنه يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة وقد منعنا الشرع عن التشبه باليهود والنصارى. هذا معنى كلامه.

قلت: وإذا فتشت عن حقيقة القصد في لبسها وجدت غالبهم إنما يلبسها للخيلاء والعظمة والرياسة حتى إن كثيراً منهم يستحي أن يمشي في البلد بغير طيلسان شتاءً وصيفاً، ويرى أن ذلك نقص في رياسته وحط منصبه وأن الناس إذا رأوه بغير طيلسان تذهب عظمته من قلوبهم ويسقط من أعينهم.

وكل هذه أدلة على سوء القصد في لبسه وفساد النية فيه ولو سألت الفقيه منهم عن التطليس للفخر والمباهاة والخيلاء لقال لك: ذلك حرام.

ولو سألته عن طول الثياب عن الكعبين إلى الأرض لقال لك هو حرام وهو متلبس بجميع ذلك، ولكن لا يشعر وربما يشعر وكابر، والسنة أن يلبس الإنسان ما وجد، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، وكذلك السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم.

وأما البذاذة في اللباس ولبس الأدون فهو سيما الزاهدين وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قبض في كساء ملبد وإزار غليظ.

وكان على موسى صلى الله عليه وسلم/ يوم كساء صوف وجبة صوف وكمة ٢٨٣ صوف وسراويل صوف، وكان نعلاه من جلد حمار غير ذكي.

رواه الحاكم وصحح إسناده.

<<  <   >  >>