٤ ـ مقالات فِي تربية الْبَنَات:
أ – مكانة الْبَنَات١.
بيّن الْكَاتِب كَيفَ كَانَ حَال الْبِنْت قبل الْإِسْلَام وَأَنَّهَا كَانَت تعْتَبر نوعا من الْبلَاء الَّذِي يسْتَحق التَّخَلُّص مِنْهُ فَكَانُوا يَقُولُونَ: "دفن الْبَنَات من المكرمات"، ثمَّ تحدث عَمَّا كَانَت تَلقاهُ الْمَرْأَة من سوء الْمُعَامَلَة بِسَبَب إنجاب الْبَنَات فقد تهجر ويُغضب عَلَيْهَا لَا لشييء إلاّ لِأَنَّهَا أنجبت بِنْتا فقد حدث أَن أَبَا حَمْزَة الضَّبِّيّ هجر زَوجته لِأَنَّهَا ولدت بِنْتا ثمَّ مر ذَات يَوْم على بَيتهَا فَسَمعَهَا تنشد لبنتها وَتقول:
مَا لأبي حَمْزَة لَا يأتينا
...
يظل فِي الْبَيْت الَّذِي يلينا
غَضْبَان أَلا نَلِد البنينا
...
تا الله مَا ذَلِك فِي أَيْدِينَا
وَإِنَّمَا نَأْخُذ مَا أعطينا
...
وَنحن كَا لأرض لزارعينا
وَقد تَغَيَّرت هَذِه النظرة فِي الْإِسْلَام فحثَّ على حسن رِعَايَة الْبِنْت وتربيتها ووعد من يحسن إِلَيْهَا بِالْخَيرِ الْكثير وَالثَّوَاب الجزيل من الله –كَمَا ورد فِي مُقَدّمَة الْبَحْث-
وأجمل الْكَاتِب التعاليم الإسلامية فِي تربية الْبَنَات فِيمَا يَلِي:
١- أَن يحسن الْإِنْسَان تربية الْبِنْت وتأديبها وَتَعْلِيمهَا.
٢- أَن ينْفق عَلَيْهَا وَيُؤَدِّي إِلَيْهَا حُقُوقهَا.
٣- أَن لَا يفضل عَلَيْهَا أحدا من الْبَنِينَ.
٤- أَن يُلَاحظ رقتها فَلَا يخشن مَعهَا فِي الْمُعَامَلَة.
٥- أَن يحسن اخْتِيَار الزَّوْج لَهَا حَتَّى يسعدها.
٦- أَن لَا يرغمها على التَّزَوُّج بِمن تكرههُ.
٧- أَن يوّدها ويصلها بعد الزواج.
١أَحْمد الشرباصي (مكانة الْبَنَات) مجلة لِوَاء الْإِسْلَام، الْعدَد (١٨) السّنة (٢٠) ، ربيع الآخر ١٣٨٦هـ ص٥٤١.