للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟ أما وَالله إِنِّي لأخشاكم لله وأتقاكم لَهُ، لكني أَصوم وَأفْطر، وأصلى وأرقد، وأتزوج النِّسَاء، فَمن رغب عَن سنتي فَلَيْسَ مني" ١

وامتثالاً لأمر الله عز وَجل وَأمر رَسُوله –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- يجب على الْأَب أَن يُزَوّج بَنَاته ولَا يعضلهن ويمنعهن من الزواج لأي سَبَب من الْأَسْبَاب فَوَاجِب الْأَب أَن يُزَوّج ابْنَته وَأَن يخْتَار لَهَا الْكُفْء من الرِّجَال والكفء مَعْرُوف هُوَ صَاحب الدّين والخلق قَالَ النَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم– "إِذا أَتَاكُم من ترْضونَ خلقه وَدينه فَزَوجُوهُ، إِن لَا تَفعلُوا تكن فتْنَة فِي الأَرْض وَفَسَاد عريض" ٢.

وَقد زوج النَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- جَمِيع بَنَاته من خيرة الرِّجَال: فزوج زَيْنَب –رَضِي الله عَنْهَا- من أبي الْعَاصِ بن الرّبيع الْقرشِي -رَضِي الله عَنهُ- وَهُوَ ابْن خَالَتهَا هَالة بنت خويلد وَأَبُو الْعَاصِ كَانَ من رجال مَكَّة الْمَعْدُودين مَالا، وَأَمَانَة، وتجارة ٣.

وَقد أثنى النَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- على أبي الْعَاصِ بن الرّبيع فِي مصاهرته خيرا وَقَالَ: "حَدثنِي فصدقني، ووعدني فوفى لي" وَكَانَ قد وعد النَّبِي أَن يرجع إِلَى مَكَّة، بعد وقْعَة بدر، فيبعث إِلَيْهِ بِزَيْنَب ابْنَته، فوفى بوعده، وفارقها مَعَ شدَّة حبه لَهَا٤.


١تفق عَلَيْهِ، أخرجه البُخَارِيّ فِي صَحِيحه (٩/١٢٩ مَعَ فتح الْبَارِي) كتاب النِّكَاح، بَاب التَّرْغِيب فِي النِّكَاح –ح٥٠٦٣، وَاللَّفْظ لَهُ وَمُسلم فِي صَحِيحه (٢/١٠٢٠) كتاب النِّكَاح –ح ١٤٠١
٢أخرجه التِّرْمِذِيّ فِي سنَنه (٣/٣٩٤) كتاب النِّكَاح، بَاب إِذا جَاءَكُم من ترْضونَ دينه فَزَوجُوهُ، ح١٤٠٨
٣ ابْن كثير (الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة) ٣/٣١٢.
٤ انْظُر سير أَعْلَام النبلاء (١/٦٠) .

<<  <   >  >>