للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بن كَعْب، وَزيد بن ثَابت، وَرِجَال فرُفع إِلَى رَسُول الله –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- الصَّبِي وَنَفسه تتقعقع – قَالَ: حسبته قَالَ: كَأَنَّهَا شن- فَفَاضَتْ عَيناهُ، فَقَالَ سعد: "يَا رَسُول الله مَا هَذَا؟ " فَقَالَ: "هَذِه رَحْمَة جعلهَا الله فِي قُلُوب عباده، وَإِنَّمَا يرحم الله من عباده الرُّحَمَاء" ١.

وَمن هَدْيه –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- فِي وَفَاة بَنَاته أَنه كَانَ يصبر على فقدهن ويحتسب الْأجر الجزيل من الله تَعَالَى وَهُوَ جنَّة عرضهَا كعرض السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِيهَا مَالا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر.

وَالْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي فضل الصَّبْر على فقد الْأَوْلَاد كَثِيرَة مِنْهَا:

عَن أنس – رَضِي الله عَنهُ ـ قَالَ: قَالَ النَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- "مَا من مُسلم يتوفى لَهُ ثَلَاث لم يبلغُوا الْحِنْث إِلَّا أدخلهُ الله الْجنَّة بِفضل رَحمته إيَّاهُم" ٢ وَعَن أبي سعيد –رَضِي الله عَنهُ– أَن النِّسَاء قُلْنَ للنَّبِي –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم-: "اجْعَل لنا يَوْمًا " فوعظهن وَقَالَ: "أَيّمَا امْرَأَة مَاتَ لَهَا ثَلَاثَة من الْوَلَد كَانُوا لَهَا حِجَابا من النَّار" قَالَت: "امْرَأَة وَاثْنَانِ؟ " قَالَ: "وَاثْنَانِ" ٣.

وَمن هَدْيه –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- فِي وَفَاة بَنَاته –رَضِي الله عَنْهُن– أَنه كَانَ يشرف على غسلهن وتكفينهن، وَيصلى عَلَيْهِنَّ ويدفنهن، وَيقف على قبورهن وَيَدْعُو الله لَهُنَّ. فَعَن أم عَطِيَّة –رَضِي الله عَنْهَا- قَالَت: "دخل علينا رَسُول الله –صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- وَنحن نغسل ابْنَته فَقَالَ: "اغسلنها ثَلَاثًا، أَو خمْسا، أَو


١ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه (٣/١٩٤ مَعَ الْفَتْح) كتاب الْجَنَائِز – بَاب يعذب الْمَيِّت بِبَعْض بكاء أَهله عَلَيْهِ إِذا كَانَ النوح من سنته- ح ١٢٨٤، وَمُسلم فِي صَحِيحه (٢/٦٣) كتاب الْجَنَائِز- ح ٩٢٣.
٢ رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه (٣/١٥٣) مَعَ شَرحه فتح الْبَارِي) كتاب الْجَنَائِز – فضل من مَاتَ لَهُ ولد فاحتسب- ح ١٢٤٨.
٣ الْمصدر السَّابِق،ح١٢٤٩.

<<  <   >  >>