للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٢ - الدُّعاء على الأهل والمال والولد والنَّفس؛ لأنه ضررٌ محضٌ وليس فيه مصلحة، وقد نَهَى عنه الشَّارع الحكيم؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعةً يُسأل فيها عطاءٌ فيستجيب لكم» (١).

١٣ - تَمَنِّي الموت: عن أنس بن مالك- رضي الله عنه، قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «لا يَتَمَنَّيَنَّ أحدُكم الموتَ من ضُرٍّ أصابه؛ فإن كان لابدَّ فاعلاً فليقل: اللَّهمَّ أحيني ما كانت الحياةُ خيراً لي، وتَوَفَّني إذا كانت الوفاةُ خيراً لي» (٢).

وعن أبي عبيد سعد بن عبيد مولى عبد الرحمن بن أزهر أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يتمنَّى أحدُكم الموتَ؛ إمَّا محسناً؛ فلعلَّه يزداد، وإمَّا مسيئاً؛ فلعلَّه يستعتب» (٣).

قال النَّوويُّ: في الحديث التَّصريح بكراهة تَمَنِّي الموت لضُرٍّ نَزَل به من فاقة أو محنة بعدوٍّ ونحوه من مشاقِّ الدُّنيا؛ فأمَّا إذا خاف ضرًّا أو فتنةً في دينه فلا كراهةَ لمفهوم هذا الحديث؛ وقد فَعَلَه خلائق من السَّلَف. اهـ (٤).

وأصرحُ منه في ذلك حديثُ معاذ الذي أخرجه أبو داود وصحَّحه الحاكم في القول في دُبُر كلِّ صلاة، وفيه: «وإذا أردتَ بقوم فتنةً فتوفَّني إليك غيرَ مفتون» (٥).


(١) مسلم، باب حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر برقم ٣٠٠٩ (٤/ ٢٠٣٤).
(٢) البخاري باب نهي تمني المريض الموت، برقم ٥٣٤٧ (٥/ ٢١٤٦)، مسلم، باب كراهة الموت برقم ٢٦٨٠ (٤/ ٢٠٦٤).
(٣) البخاري، باب ما يكره من التمني برقم ٦٨٠٨ (٦/ ٢٦٤٤).
(٤) فتح الباري (١٣/ ٢٧١).
(٥) رواه الترمذي، باب سورة ص برقم ٣٢٣٣ (٥/ ٣٦٦) وقال الألباني في تعليقه على الحديث صحيح.

<<  <   >  >>