للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٥ - عدم اختيار الألفاظ المناسبة أثناء الدعاء:

ومن صوره: أن يقول: اللهمَّ ارحمني يا شديد العقاب، أو اللهم عليك بالكفار يا غفار يا أرحم الراحمين. وإذا أراد غشيان النساء مثلا فلا يصرح؛ بل يقول: (اللهم متعني بأعضائي وجوارحي).

١٦ - استبدال لفظه في الدعاء الوارد بغير الوارد:

عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل: اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك وألجأت ظهري غليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي أرسلت فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهم آخر ما تتكلم به».

قال: فردَّدتُها على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فلمَّا بلغتُ: «اللهم آمنت بكتابك الذي أنزلت» قلت: «ورسولك». قال: «لا؛ وبنبيِّك الذي أرسلت». متفق عليه (١).

فعلى الدَّاعي إذا دعا بالمأثور أن يلتزم به ولا يخلطه بغيره.

قال النووي:

اختار المازري وغيره أنَّ سببَ الإنكار أنَّ هذا ذكرٌ ودعاءٌ؛ فَيَنبغي فيه الاقتصارُ على اللَّفظ الوارد بحروفه، وقد يتعلَّق الجزاءُ بتلك الحروف، ولعلَّه أوحى إليه - صلى الله عليه وسلم - بهذه الكلمات؛ فَيَنبغي أداؤها بحروفها. وهذا القول حسن (٢).


(١) رواه البخاري باب فضل من بات على وضوء (١/ ٩٧)، ومسلم باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع (٤/ ٢٠٨١).
(٢) صلاح الأمة (٢/ ١٦٣). وانظر شرح مسلم (٥/ ٥٦٣).

<<  <   >  >>