للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي رواية: «لا تكونوا عوناً للشَّيطان على أخيكم» (١).

قال شيخُ الإسلام ابن تيمية: فقد نهى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عن لعنة هذا المعيَّن الذي كان يُكثر شرب الخمر معلِّلاً ذلك بأنَّه يحبُّ الله ورسوله مع أنَّه - صلى الله عليه وسلم - لعن شارب الخمر مطلقاً؛ فَدَلَّ ذلك على أنَّه يجوز أن يُلعنَ المطلق ولا تجوز لعنة المعيَّن الذي يحب الله ورسوله، ومن المعلوم أنَّ كلَّ مؤمن فلابدَّ أنَّه يحبُّ الله ورسوله (٢).

وقال ابنُ حَجَر: (يُستفاد من ذلك منعُ الدُّعاء على العاصي بالإبعاد عن رحمة الله كاللَّعن (٣).

٢ - وكذلك ذكروا في إجازة لعن كلِّ مَن وقع في معصية جاء النصُّ بلعن فاعلها يفتح الباب للعن كثير من المسلمين، ويروِّض الألسنةَ والأسماع على إلف هذا الخلق المشين ويكثر التَّسابّ والتَّشاتم والتَّلاعن بين المسلمين؛ الأمر الذي يتعارض مع مقاصد الإسلام في إفشاء التَّحابب والمودَّة والبعد عن أسباب الضَّغينة والقطيعة وسوء الظَّنِّ) (٤).

٣ - إنَّ إطلاقَ المسلم لسانه بتعيين بعض إخوانه المسلمين باللَّعن يخرجه من عداد المؤمنين الذي ورد الثَّناء عليهم بابتعادهم عن الاتِّصاف بهذا الخلق القبيح- وهو كثرة اللَّعن- كما في الحديث: «ليس المؤمن باللعان ولا الطعان ولا الفاحش البذيء» (٥).


(١) رواه البخاري، كتاب الحدود برقم (٦٧٨١).
(٢) منهج السنة (٤/ ٢٨٤).
(٣) فتح الباري (١٢/ ٧٩).
(٤) أحكام لعن الكافرين، ص٥٥.
(٥) أخرجه الترمذي (٤/ ٣٥٠)، وقال حديث حسن غريب.

<<  <   >  >>