اذكر عهوداً كنت عاهدتني ... إذ نحن بالشرقي من أربل
والكاس صرف ونسيم الصبا ... يخجل نشر المسك والمندل
وكلما ناولني قبلة ... أشرق وجه الزمن المقبل
وأنت بالقرب إلى جانبي ... أحسن من حسناء تحت الحلي
يا راقد الطرف هناك الكرى ... إني عن الرقدة في معزل
كم قلت خوفاً من دواعي الهوى ... إياك والهجر فلم تقبل
وله رحمه الله تعالى
من يكن يكره الفراق فإني ... أشتهيه لموضع التسليم
إن فيه اعتناقة لوداع ... وانتظار اعتناقه لقدوم
القاضي الأرجاني رحمه الله تعالى
نفسي فداؤك أيهذا الصاحب ... يامن هواه عليّ فرض واجب
لم طال تقصيري وما عاتبتني ... فأنا الغداة مقصر ومعاتب
ومن الدليل على ملالك أنني ... قد غبت أياماً ومالي طالب
وإذا رأيت العبد يهرب ثم لم يطلب فمولى العبد منه هارب
أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني رحمه الله تعالى
من أين للعارض الساري تلهبه ... وكيف طبق وجه الأرض صيبه
هل استعار جفوني فهي تنجده ... أم استعار فؤادي فهو يلهبه
بجانب الكرخ من بغداد لي سكن ... لولا التجمل لم أنفك أندبه
وصاحب ما صحبت اللهو مذ بعدت ... دياره وأراني لست أصحبه
في كل يوم لعيني ما يؤرقها ... منذكره ولقلبي ما يعذبه
ما زال يبعدني عنه وأتبعه ... ويستمر على ظلمي وأعتبه
حتى رثى لي النوى من طول جفوته ... وسهلت لي طريقاً كنت أرهبه
وما البعاد دهاني بل خلائقه ... ولا الفراق شجاني بل تجنبه
وله رحمه الله تعالى
وغنج عينيك وما أودعت ... أجفانها قلب سح وامق
ما خلق الرحمن تفاحتي ... خدك إلا لفم العاشق