خلقت من نسب عال وفي حسب ... مسلسل ليست الأقلام تحصيه
لئن كسبت المعالي من أولي شرف ... إرثاً فكم من فخار أنت مبديه
إن الورى لعلوّ الجاه يرفعهم ... أنت الذي بسمو النفس تعليه
ما شاد مثلك بنيان العلى أحد ... نعم على شرف الأفلاك تبنيه
سقى الإله محلاً أنت ساكنه ... ما اورق الغصن والوسمى يرويه
بجاه خير الورى يا رب أهد له ... منا صلاة مدى الأيام ترضيه
وله في المجون عفا الله عنه:
مررت على طفل بديع جماله ... يطالع صرفاً والكراريس في اليد
فقلت له لا زال علمك زائداً ... ابن لي باباً للثلاثي المجرد
الإمام العلامة شمس العلوم قاضي القضاة نجم الدين الساكن في بلدة كلكته دام مجده:
صاد بالخال خلتي خلدي ... كدني كيدها فيا كمدي
أحرقتني بنار وجنتها ... كلمتني بهدبها الأود
جاوز الصبر غاية يا ليت ... جورها ينتهي إلى أمد
نقضت عهد يوم إذا وضعت ... كفها بالخضاب فوق يدي
واعدتني زوارتي زوراً ... ليلة ما رقدت في الرصد
فإذا أخلفته ثم شكوت ... أنشدت في الجواب بالغرد
قول سلمى أو من يضاهيها ... في المواعيد غير معتمد
قال مؤلف هذا الكتاب أحمد بن محمد الأنصاري الشهير بالشرواني عفا الله عنه:
أخا اللوم لا يقضي بلومك لي أمر ... فدع لائمي ما عنه في مسمعي وقر
ودعني وما ألقى من الحب فالهوى ... أرى عسرا يرتجى بعده اليسر
وإني وإن شحت سعاد بوصلها ... صبور ولي فيما أكابده أجر
فما الصب إلا من يعاني شدائد المحبة ... لا من قال أسقمني الهجر
وما الحرّ إلا من يرى الكرب راحة ... إذا ما رمى بالذلّ أو خانه الدهر
تغربت عن قوم إذا ما ذكرتهم ... أسلت دموعاً لا يماثلها القطر
ولكنني أخفي الصبابة والأسى ... وأبدي ابتساماً حيث يجري لهم ذكر
وهم سادتي لا فرق الله جمعهم ... ومن نحوهم تعزى المكارم والفخر