وحبذا العيش أو يمشي على مقلي ... عصن رطيب من العينين أسقيه
شأن المحب عجيب في صبابته ... الهجر يقتله والوصل يحييه
لولاه ما شاقه عرف الصبا سحراً ... ولم يكن بارق الظلماء يشجيه
يا جارة هيجت بالنصح لوعته ... بحق مقلته العبراء خليه
إليك يا رشأ الوعساء معذرة ... أأنت عن رشأ البطحا تسليه
لو أنمى قطعت أكبادهن متى ... رأينه في كمال الحسن والتيه
فيا صواحب أكباد مقطعة ... فذا لكن الذي لمتنني فيه
إذا رنا فمهاة البيد تشبهه ... أو ماس فألبانة الخضراء تحكيه
غزالة تصرع الآساد قاطبة ... إلا الذي سيد السادات يحميه
كهف الأنام إمام الكون أكرمه ... عون الذي حادث الأيام يرميه
السيد المقتدي عبد الجليل له ... مجد أثيل من الآباء يحويه
جدي ملاذي وأستاذي ومستندي ... رب الورى بصنوف الخير يجزيه
علامة ناقد المعقول متقنه ... فهامة جامع المنقول محصيه
شمس تفيض علينا نورها أبداً ... حاشا إذا جنت الظلماء تطويه
بدر سناه أصيل غير منتقص ... وكل ليل كما في الآن تلفيه
بحر غني عن الأصداف جوهره ... ونفس همته العلياء تربيه
لقد تجلى بتقوى الله خالصة ... والله عن سائر الأكوان يغنيه
إن رجل في حضرة السلطان منصبه ... فليس هذا عن الرحمن يلهيه
رب السموات والأرضين يوم غد ... من المواهب أعلاهن يوليه
يا أيها البحر شنفت المسامع من ... درّ إلى ساحل القرطاس تلقيه
إن ظل سحبان بطن الثرى رمما ... فأنت من هذه الأنفاس محييه
وأنت في شعراء الفرس أبلغهم ... يا طيب ما بلسان الهند تمليه
مولاي أوتيت علماً زانه عمل ... وعنصراً جوهر الحسن يحليه
لم يرتكب ناظر الغزلان نشوته ... إلى سبيل التقى لو كان يهديه
أيا يا ابن أحمد فرع الماجدين إلى محمد نور الدنيا تجليه