للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أما وفتور أجفاني النواعس ... وتنزيهي المحاضر والمجالس

وإشراقي لعشاقي وما قد ... كساني الله من أسنى الملابس

وما قد حزت من نشر شذاه ... يفوح بطيّ أنفاسي النفائس

لقد عديت طورك في مقامي ... وهل أحد بمثلك لي يقايس

أنا في البسط فاتح كل باب ... وخاتم كل زهر في المجالس

وإن زفت كؤوس الراح أجلي ... على صحبي كما تجلى العرائس

وإن نحن اجتمعنا في مقام ... تقم في خدمتي وأظل جالس

وإن تك حارساً ما ذاك فخر ... فكم ما بين سلطان وحارس

دع التعريض أو صحف فإني ... أراك إن التقى الجمعان ناعس

وهل للحب من حسن إذا ما ... يكون الورد في خديه غارس

فقال النرجس أنا عيون المجالس وشكوع المجالس وأنيس النديم، وقد خلقني الله في أحسن تقويم من أين لك لطفي ودلالي، وقد فاتك ليني واعتدالي وبي تشبه عين الحبيب فاعلم ولأجل عين ألف عين تكرم، وكثيراً ما بينك وبيني وإن عدت إلى مثلها سقطت من عيني وأنشد:

وأما فتور أجفاني النوائس ... ولحظ دونه لحظ الكوانس

وأحداق تصيد الأسد صيداً ... وألباب الرجال لها فرائس

وعينيّ الوقاح ولين عطفي التر ... شيق إذا بدا في الروض مائس

لئن لم تنته يا ورد عني ... وتترك ما لديك من الوساوس

رشقتك صائباً بسهام عيني ... وأجعل ربعك المهدوم دارس

أنا أبهى وألطف منك معنى ... وأزهى في المجالس للمجالس

وكم منعته نظراً وشماً ... ولنت له ولا أوذي الملامس

وعن أهل الغرام أغض طرفي ... وإن نام الحبيب فنعم حارس

أقوم بخدمة الندمان جهدي ... وتقعد عن مقامي في المجالس

لفخرك لم أجد وجهاً لأني ... أنا رأسي الزهور فلا تراوس

فقال الورد والذي خلق الانسان من علق وألبس الخد حلة الشفق ودرج الوجنات بحجرة الخجل ودبج بالتوريد مواقع القبل لقد جزت في القول حداً

<<  <   >  >>