ستكفيك من ذاك المسمى إشارة ... ودعه مصوناً بالجلال محجبا
أشر لي بوصف واحد من صفاته ... تكن مثل من سمى وكنى ولقبا
وزدني من ذاك الحديث لعلني ... أصدّق أمرا كنت فيه مكذبا
سأكتب مما قد جرى في عتابنا ... كتاباً بدمعي للمحبين مذهبا
عجبت لطيف زار بالليل مضجعي ... وعاد ولم يشف الفؤاد المعذبا
فأوهمني أمراً وقلت لعله ... رأى خالة لم يرضها فتجنبا
وما صدّ عن أمر يريب وإنما ... رآني قتيلاً في الدجى فتهيبا
وله رحمه الله تعالى:
كلفت بشمس لا ترى الشمس وجهها ... أراقب فيها ألف عين وحاجب
ممنعة بالقوم والخيل والقنا ... وتضعف كتبي عن زحام الكتائب
ولو حملت عني الرياح تحية ... لما نفذت بين القنا والقواضب
فمالي منها نائل غير أنني ... أعلل نفسي بالأماني الكواذب
أغار على حرف يكون من اسمها ... إذا ما رأته العين في خط كاتب
وله رحمه الله تعالى:
أنا في الحب صاحب المعجزات ... جئت للعاشقين بالآيات
كان أهل الغرام قبلي أميّ ... ين حتى تلقّنوا كلماتي
فأنا اليوم صاحب الوقت حقا ... والمحبون شيعتي ورعاتي
ضربت فيهم طبولي وسارت ... خافقات عليهم راياتي
خلب السامعين سحر كلامي ... وسرت في عقولهم نفثاتي
أين أهل القلوب أتلو عليهم ... باقيات من الهوى صالحات
ختم الحب من حديثي بمسك ... ربّ خير يجيء في الخاتمات
فعلى العاشقين مني سلام ... جاء مثل السلام في الصلوات
مذهبي في الغرام مذهب حق ... ولقد قمت فيه بالبينات
فكم فيه من مكارم أخلاق ... وكم فيه من حميد صفات
لست أرضى سوى الوفا لذي الود ... ولو كان في وفائي وفاتي
وألوف فلو فارق يؤسا ... لتوالت لفقده حسراتي