للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فإن كلي عندك

لي فيك قصد جميل ... لا خيب الله قصدك

حاشاك تؤثر بعدي ... ولست أوثر بعدك

إن تنس عهدي فإني ... والله لم أنس عهدك

أضعت ودّ محب ... ما زال يحفظ ودّك

ما لي عليك اعتراض ... عذب ما شئت عبدك

مولاي إن غبت عني ... واسوء حالي بعدك

وله رحمه الله تعالى:

يا من لعبت به شمول ... ما ألطف هذه الشمائل

نشوان يهزه دلال ... كالغصن مع النسيم مائل

لا يمكنه الكلام لكن ... قد حمل طرفه رسائل

ما أطيب وقتنا وأهنا ... والعاذل غائب وغافل

عشق ومسرة وسكر ... والعقل بدون ذاك زائل

والبدر يلوح في فناء ... والغصن يميس في غلائل

والورد على الخدود غض ... والنرجس في العيون ذابل

والوقت كما أحب صاف ... والأنس بمن أحب كامل

مولاي يحق لي بأني ... عن مثلك في الهوى أقاتل

لي عندك حاجة فقل لي ... هل أنت إذا سألت باذل

في حبك قد بذلت روحي ... إن كنت لما بذلت قابل

في وجهك للرضا دليل ... ما تكذب هذه المخائل

لا أطلب في الهوى شفيعاً ... لي فيك غنى عن الوسائل

العام مضى وليت شعري ... هل يحصل لي رضاك قابل

ها عبدك واقفاً ذليلا ... بالباب يمد كف سائل

من وصلك بالقليل يرضى ... الطل من الحبيب وابل

وله رحمه الله تعالى:

صدق الواشون فيما زعموا ... أنا مغرى في هواها مغرم

فليقل ما شاء عني عاذلي ... أنا أهواها ولا أحتشم

غلب الوجد فلا أكتمه ... إنما أكتم ما ينكتم

تعب العاذل لي في حبها ... قضى الأمر وجف القلم

أين من يرحمني أشكو له ... إنما الشكوى إلى من يرحم

أنا من قلبي منها آمن ... لم يكن من مقلتيها يسلم

أيها السائل عن وجدي بها ... إنه أعظم مما تزعم

ظن خيراً بيننا أو غيره ... فحبيبي فيه تحلو التهم

ولقد حدثت عن سر الهوى ... أنت يا رب بحالي أعلم

سطرت قلبي أحاديث الهوى ... وبمسك من حديثي تختم

<<  <   >  >>