وحيث أن شبابَ الأمةِ الإسلاميةِ من غيرِ العربِ قد أقبلوا على اللّغةِ العريةِ إقبالاً متزايدًا في هذه المرحلةِ الأخيرةِ وازدادتْ رغبتُهُمْ لها بعد انتشار الصحوةِ الإسلاميةِ منذ بضع سنين بسبب تطوراتٍ طارئةٍ، فقد دعت الضرورةُ إلى دراسة هذه المسألة. إذ أنّ قضيةَ علاقةِ الفعلِ بالزّمان تحتلُّ مكانًا هامّاً في تصريف اللّغاتِ غير العربيةِ. وكثيرٌ من الطلابِ يعانون أزمةً شديدةً في ترجمةِ الصِّيَغِ الزمنيةِ خاصَّةً إلى اللغةِ العربيةِ ولا يجدون مصدراً ليستعينوا به على تذليل هذه العقبة التي تعترضهم من حينٍ إلى آخر. لذا رأيتُ من بابِ المساعدةِ لهم أن أتناولَ هذه المسألةَ فألخِّصَها بأسلوبٍ سهلٍ مُبَسَّطٍ. فأقول مستعينا بالله تعالى:
إنَّ التعبيرَ عن علاقةِ الفعلِ بالزّمان لأمرٌ هامٌّ لأنَّ الفعلَ يكثرُ استعمالُهُ في الحديث. وهو أحدُ العناصرِ الثلاثةِ التي يستهلُّ بها غالبُ كُتُبِ النَّحْوِ وتتشعَّبُ منها بقيّةُ أبوابِ القواعدِ، ولأنَّ الفعلَ مقرونٌ بزمانٍ مطلقا، ً بخلافِ الإسمِ والحرفِ، وأنّهُ تزدادُ أهميَّةُ علاقةِ الفعلِ بالزّمان خاصَّةً في ترجمة العقودِ والمواصفاتِ والتقاريرِ وأمثالِهَا من الوثائق ذاتِ الأثرِ في العلاقاتِ البشريةِ.
ثم إنّ للفعلِ ثلاثةُ معانٍ:
الأول منها طبيعيٌّ. وهو مفاد الفعل المجرد. كـ (غَفَرَ، ويَنْطِقُ، وذَهَبْنَا.)
الثاني منها عارضيٌّ. وهو ما يفيد معنى عند الزّيادةِ على حروفه الأصلية. مثل (اِسْتغْفَرَ، ويُقَاتِلُ، وتَعَجَّبْنَا.)
الثالث منها ضِمْنِيٌّ. وهو الذي يظهرُ معناهُ من خلالِ علاقتِهِ بالزّمان.