(٩) معنى الحديث: التحذير من طلب القضاء، أما قوله: (ذبح بغير سكين) يحتمل وجهين من التأويل، أحدهما: أن الذبح إنما يكون في ظاهر العُرف، وغالب العادة بالسكين، فعدل به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سنن العادة إلى غيرها، ليُعلم أن الذي أراده بهذا القول، إنما هو ما يخاف عليه من هلاك دينه، دون هلاك بدنه. الوجه الآخر: أن الذبح السريع الذي يقع به إراحة الذبيحة وخلاصًا من طول الألم إنما يكون بالسكين، وإذا ذبح بغير السكين كان خنقاً، وتعذيباً، فضرب المثل بذلك ليكون أبلغ في الحذر من الوقوع فيه. قاله الخطابي في معالم السنن (٥/ ٢٠٤). (١٠) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٢/ ٣٦٥) وابن ماجه (٢٣٠٨)، والدارقطني (٤/ ٢٠٧) في سننه، والحاكم (٤/ ٩١) وصححه وأقره الذهبي، والبيهقي (١٠/ ٩٦) في السنن الكبرى، والذهبي (٨) في الدينار كلهم من طريق عثمان بن محمد الأخنسي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة به. وسنده حسن، فيه الأخنسي، وهو صدوق. * وأخرجه أبو داود (٣٥٧١)، والترمذي (١٣٤٠)، والدارقطني (٤/ ٢٠٤) في سننه، والبيهقي (٢٠/ ٩٦) في السنن الكبرى كلهم من طريق عمرو بن أبي عمرو عن سعيد في أبي هريرة. قلت: فيه متابعة قوية من عمرو بن أبي عمرو، وهو ثقة ربما وهم.