للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشهدت في طفولتها أشد المراحل التي مرت بها دعوة الإسلام وما لاقاه المسلمون من الأذى والاضطهاد.

فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صاحبه ورفيقه أبي بكر الصديق إلى المدينة تركا أهليهما بمكة، ولما استقر بهما الحال هناك أرسل النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم من يحضر أهله وأهل أبي بكر، وقد تعرضت الأسرتان في طريق الهجرة لأخطار عديدة ومصاعب كثيرة، ومن ذلك ما روته عَائِشَة رضي الله عنها قالت: «قَدِمْنَا مُهَاجِرِينَ فَسَلَكْنَا فِي ثَنِيَّةٍ (١) صَعْبَةٍ، فَنَفَرَ بِي جَمَلٌ كُنْتُ عَلَيْهِ قَوِيًّا مُنْكَرًا، فَوَاللَّهِ مَا أَنْسَى قَوْلَ أُمِّي: يَا عَرِيسَةُ، فَرَكِبْتُ فِي رَأْسِهِ، فَسَمِعْتُ قَائِلاً، يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَرَاهُ أُلْقِيَ خِطَامُهُ (٢)، فَأَلْقَيْتُهُ، فَقَامَ يَسْتَدِيرُ، كَأَنَّمَا إِنْسَانٌ قَائِمٌ تَحْتَهُ يُمْسِكُهُ» (٣).


(١) الثَّنِيّة: الطريق في الجبل. ينظر: مشارق الأنوار ١/ ١٣٢، والنهاية في غريب الحديث والأثر ١/ ٢٢٦.
(٢) الْخِطَام: هو الحبل الذي يُجعل في أنف البعير، حتى يُقاد به. ينظر: كتاب العين ٤/ ٢٢٦، والفائق في غريب الحديث ١/ ٣٨٢.
(٣) أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٥/ ٢١١، رقم (٣٠٣٨)، والطبراني في المعجم الكبير ٢٣/ ١٨٣، رقم (٢٩٦)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٩/ ٣٦٦: "إسناده حسن".

<<  <   >  >>