للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال ابنُ حزْم (١) رحمه الله: "قول مالك هاهنا صحيحٌ، وهي رِدَّة تامَّة، وتكذيبٌ لله تعالى في قَطْعِه ببراءتها" (٢).

وقال أبو بكر ابنُ زياد النيسابوريُّ (٣) رحمه الله: "سَمعتُ القاسمَ بنَ محمَّد يقول لإسماعيلَ ابن إسحاقَ: أُتِي المأمون في (الرَّقة) برَجلين شَتَم أحدُهما فاطمةَ، والآخَرُ عَائِشَة، فأمَر بقَتْل الذي شتَم فاطمةَ وترَك الآخَر، فقال إسماعيلُ: ما حُكْمُهما إلاَّ أن يُقتلاَ؛ لأنَّ الذي شتَم عَائِشَة ردَّ القرآن" (٤).

قال شيخُ الإسلام ابنُ تيمية (٥) رحمه الله تعقيبًا عليه: "وعلى هذا مضَتْ سِيرةُ


(١) هو: علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، أبو محمد، عالم الأندلس في عصره، ولد بقرطبة (من بلاد الأندلس) سنة (٣٨٤هـ)، وكان فقيهًا حافظًا يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة على طريقة أهل الظاهر، بعيدًا عن المصانعة حتى شُبِّه لسانه بسيف الحجاج، من تصانيفه: (المحلى بالآثار)، و (الإحكام في أصول الأحكام)، مات سنة (٤٥٦هـ).
ينظر في ترجمته: وفيات الأعيان ٣/ ٣٢٥، وسير أعلام النبلاء ١٨/ ١٨٤، والبداية والنهاية ١٢/ ١١٣.
(٢) المحلى بالآثار ١٢/ ٤٤٠.
(٣) هو: عبد الله بن محمد بن زياد النيسابورىّ، أبو بكر، كان إمام الشافعية في عصره بالعراق، وجمع بين الفقه والحديث، مات سنة (٣٢٤ هـ).
ينظر في ترجمته: طبقات الفقهاء ص (١١٣)، وتهذيب الأسماء واللغات ٢/ ١٩٧، وسير أعلام النبلاء ١٥/ ٦٥، وطبقات الشافعية للسبكي ٣/ ٣١٠.
(٤) ينظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ٧/ ١٣٤٤، والصارم المسلول ص (٥٦٦).
(٥) هو: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم الخضر، النميري، الحراني، الدمشقي، الحنبلي، أبو العباس، تقي الدين ابن تيمية، شيخ الإسلام، ولد بحران سنة (٦٦١هـ)، نظر في الرجال والعلل وتفقه وتمهر وتميز وتقدم وصنف ودرس وأفتى وفاق الأقران وصار عجبا في سرعة الاستحضار وقوة الجنان والتوسع في المنقول والمعقول والإطالة على مذاهب السلف والخلف، له مصنفات كثيرة في علوم شتى من أشهرها: (مجموع الفتاوى)، و (منهاج السنة النبوية)، و (درء تعارض العقل والنقل)، مات رحمه الله سنة (٧٢٨هـ). =

<<  <   >  >>